العالم باستور
في سنة 1880م شرع باستور في القيام باختبارات وتجارب ضد داء الكلب فاكتشف اللقاح الواقي سنة1884م ولكن تجاربه اقتصرت على الحيوانات فقط في البداية ولم يجترئ على تطبيقها على الإنسان إلى أن حدثت هذه القصة :
(( في يوم الإثنين السادس عشر من شهر جويلية عام1885م دخلت على باستور في مختبره إمرأة تحمل إبنا لها يدعى (جوزيف ماستر) صاحب 9 سنوات كان قد عضه كلب مصاب بداء الكلب منذ يومين فقالت لباستور : إنه كان ذاهبا إلى المدرسة فمر في مسلك ضيق في الحقول فإذا بكلب يهجم عليه فخاف الطفل ولم يجد وسيلة للدفاع عن نفسه فغطى الولد وجهه بيديه فأشبعه الكلب عضاوضفر فيه كما شاء واشتهى... فجاء طبيب تلك الجهة فكوى جروحه بحمض الفانول ووصى أم الطفل أن تأخذه على الفور إلى باستور)) .
فتأثر باستور لحالة الطفل عندما عاين جروح الطفل الخطيرة والكلوم الكثيرةالتي أمضته وأثخنته و تركته عاجزا عن المشي فاحتار باستور ماذا عساه أن يفعل لإنقاذ الطفل المسكين؟ هل يخاطربنفسه ويطبق اللقاح المضاد للداء الذي لطالما كان ناجحا مع الحيوانات ولم يخفق ولا لمرة؟ ولكن لوتركه وشأنه فستكون عاقبته الهلاك ومآله الموت المحقق لأن داء الكلب مرض خطير لا يبقي ولا يذر ؟
ووقف باستور حائرا مترددا يتنازعه عاملان متعاكسان:إمكانية تحقيق آماله وأحلامه نحو البشرية وشدة وساوسه وهواجسه وتخوفاته من جهة أخرى وبعد تفكير طويل قرر أن يطبق عليه العلاج الذي اخترعه فأجرى له التلقيح فاستمر العلاج مدة عشرة أيام وكان باستور أثناءها على أحر من الجمر لم ينعم بنوم ولم يتلذذ بطعام تنتابه نوبات قلق وذعروحمى ... ولكن ضهر الفرج بعد ذلك وانتهت الأعمال على أحسن حال وكانت مكللة بالنجاح ومقرونة بالفلاح نجني ثماره في العالم بأسره إلى الأبد ولذلك يعتبر باستور من عضماء البشريةوالإنسانية
وقد أحدثت نضريات باستور انقلابا عضيما وثورة في ميدان الطب وكيفية العلاج فكانت فتحا مبينا إذ كشفت الغطاء واللثام عن عن أسرار العدوى وسريان الأمراض وأضهرت وسائل اجتنابها وبفضل نضرياته الجديدة واكتشافاته العلمية تقدمة الجراحة خطوات شاسعة باستئصال الميكروبات
استخدم الوسائل الطبعية للتعقيم والوسائل الكيميائية للتطهير وقام بعزل المرضى لاجتناب نشر العدوى وأمكن بذلك الإقدام على عمليات كانت تبدو فيما مضى مستحيلة أو قاتلة فانتهت بنجاح باهر
منقول ...